17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| موعد مع الصين

إيقاع مختلف| موعد مع الصين

كنت على موعد مع الأدب الصينى لمرتين خلال الأيام الماضية، أولاهما عندما دعيت للمشاركة فى الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصينى العربى التى أقيمت فى القاهرة بمشاركة فاعلة من اتحاد الكتاب الصينيين واتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب مصر، وقد كشف المنتدى عن آفاق رحبة للتعاون الأدبى بين العالم العربى عامة ومصر خاصة من ناحية والصين من ناحية أخرى، كما كشف عن أننا بحاجة إلى جهد كبير لدعم الترجمة العكسية (من العربية إلى الصينية) لأنه إذا كان عدد من المترجمين المصريين الأكفاء قد ترجموا عددا كبيراً من الأعمال الصينية إلى العربية، فإن الأعمال العربية المترجمة إلى الصينية تظل قليلة، وقد اعتبرت رئيسة اتحاد الكتاب الصينى أن أهم ما ترجم من العربية إلى الصينية يظل العمل العبقرية "ألف ليلة وليلة"، وهو ما يؤكد حاجتنا إلى مزيد من الجهد فى ميدان الترجمة المنظمة للأدب العربى الحديث، وقد شهد المنتدى توقيع وثيقتين للتعاون إحداهما بين اتحاد الكتاب الصينى واتحاد الكتاب العرب، والثانية بين اتحاد الكتاب الصينى واتحاد كتاب مصر، بما يعطى الأمل فى تحقيق تعاون أكبر بين الأدب العربى والأدب الصينى.

لقائى الثانى مع الأدب الصينى كان من خلال رسالة الماجستير التى أنجزتها الباحثة الصينية أزهار تشاو سى يوان والتى قدمت قراءة نقدية مقارنة بين روايتى "الموبايل" للروائى الصينى ليو تشن يون و"عمارة يعقوبيان" للأديب المصرى علاء الأسوانى، وقد كشفت الدرسة النقدية المقارنة للعملين عن كثير من التغيرات الاجتماعية التى شهدها المجتمعان المصرى والصينى كما كشفت عن كثير من المساحات المشتركة بينهما كالاعتماد على المذهب الواقعى فى الأدب واستخدام الزمان والمكان وعرض ملامح الفتكك الأسرى خاصة والاجتماعى عامة وما طرأ على المجتمع المدنى من تغير، وحالة انتقال بعض الشخصيات ذات الأصول الريفية إلى الحياة المدنية وتأثير ذلك، كما رصدت عددا من أوجه الاختلاف بين الروايتين، فبينما اتخذت إحداهما من الهاتف المحمول مركزا و محورا للأحداث اتخذت الثانية من المبنى محورا مركزيا لأحداثها، وبينما اعتمدت الرواية الصينية على السخرية والفكاهة الأسلوبية وتعاملت مع ظواهر اجتماعية أبرزها الزواج والقرابة، فقد اعتمدت الرواية المصرية على رصد تأثير الزمن على المجتمع والبشر والأماكن، وأضافت إلى ظاهرتى الزواج والقرابة ظاهرة المثلية الجنسية.

والرسالة تمثل خطوة إضافية على طريق التفاعل الأدبى بين مصر والعملاق الصينى، وقد أشرف عليها أ.د/ مراد حسن عباس أستاذ لنقد والأدب المقارن ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وشارك فى مناقشتها الأستاذة الدكتورة ناهد الشعراوى أستاذ الأدب العربى و الأستاذة الدكتورة رشا كمال الأستاذ  المساعد للأدب الصينى بكلية الألسن.

ويبقى الانفتاح على آداب العالم أحد أبواب التفاهم الإنسانى والحضارى من ناحية وإثراء العطاء الأدبى العربى من ناحية أخرى.

-------------

بقلم: السيد حسن

 

 

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة